الطيب دبورة.. شيخ المراسلين وصوت عطبرة الذي لا يشيخ 1
قلم حر د. متوكل أحمد حمد النيل

نتحدث عن شخصية استطاعت أن تسهم في مسيرة الإعلام بصفة عامة والصحافة بصفة خاصة فلمع نجمه منذ نعومة أظاهره فظهرت موهبته في الإعلام فأشاد به البروفيسور علي شمو والعديد من المخضرمين في مجال الإعلام ٱلا وهو الأستاذ المرحوم عوض الله محمود دبورة .
وُلد عوض الله محمود محمد عثمان، المعروف بـ ( الطيب دبورة ) ، في منطقة كنور بمحلية عطبرة عام 1924م، ونشأ في حي السيالة وسط أسرة بسيطة تعمل في تجارة العطارة. كانت مكتبة والده في قلب المدينة بوابته الأولى إلى عالم القراءة والمعرفة، وهناك تعلّم أن الكلمة يمكن أن تُحدث أثراً أكبر من أي سلعة تُباع أو تُشترى.
أنهى دبورة دراسته الابتدائية في المدرسة الشرقية بعطبرة عام 1933م، ثم واصل تعليمه الديني على يد الشيخ محمد الأمين الجعلي في الجامع الكبير، وتعلّم الإنجليزية على يد أحد معلمي المدينة.
منذ صغره، كان يميل إلى الصحف والمجلات، يقرأها بشغف ويختزن منها ما يعينه لاحقًا على بناء أسلوبه الصحفي الخاص.
“دبورة من عطبرة بالتلفون”.. صوت الأخبار الأول
في أربعينيات القرن الماضي، كانت عطبرة مركز الحركة العمالية والنقابية في السودان، ومن هناك بدأ دبورة مسيرته الصحفية مراسلًا لصحيفة الرأي العام السودانية .
ومع محدودية وسائل الاتصال وقتها، كان ينقل أخباره عبر الهاتف إلى هيئة التحرير في الخرطوم، لتُنشر تحت توقيع أصبح مألوفًا لكل القراء:
دبورة من عطبرة بالتلفون”
بهذه العبارة، دخل الطيب دبورة التاريخ كأول من جعل من المراسل الصحفي ركناً أساسياً في صناعة الخبر. كان دقيقاً، صادقاً، وملتزماً بنقل التفاصيل كما هي دون مبالغة أو انحياز.
لم يكتفِ دبورة بالعمل الصحفي، بل أسس مكتبة ثقافية في عطبرة في العام 1928م ، تحولت إلى ملتقى للمثقفين والطلاب والعاملين ،فكانت تلك المكتبة مساحة حوار ومعرفة، ومركزًا لتوزيع الصحف والمجلات، ومكانًا يتعلّم فيه الناس قيمة الكلمة الحرة ولا زالت المكتبة موجودة ويشرف عليه ابنه محمود دبورة رغم ظروفه الصحية وفقدان بصره وأبت نفسه إلا أن يحافظ على هذا التاريخ و الإرث العظيم وينقله للأجيال جيلًا بعد جيل .
يقول أحد معاصريه كان دبورة يفتح مكتبته قبل شروق الشمس، ويغلقها بعد أن يتأكد أن آخر قارئ غادرها بابتسامة.
كانت المكتبة امتدادًا لرسالته الصحفية، فكما نقل أخبار الناس، نقل إليهم أيضًا الوعي والمعرفة.
رُب صدفة خير من ألف ميعاد ، فشكرًا جميلًا للأخ صلاح إسماعيل دبورة حفيد شخصيتنا المخضرمة فقد ألتقيته بالصدفة في عطبرة ليتحدث عن جده حديث العارفين وعن مدينة عطبرة وجمالها وجمال إنسانها .
و للحديث بقية



