الأخبار المحلية

قبل أن تذهبوا…!!! تجار الحرب والمصير المحتوم: السودان بين ضياع السلام وعبث السلطة

د.عبدالمنعم المهل

■ في ظل نيران الحرب المستعرة التي التهمت المدن والقرى، وشرّدت الملايين، لا تزال بعض القيادات السياسية والعسكرية تواصل تمسكها بخيوط سلطة هشة، بينما ينزف الوطن بلا توقف.
■ ما بين اجتماعات متفرقة في بورتسودان وتسريبات غامضة عن تفاهمات في الخفاء، يظهر المشهد السوداني كلوحة من العبث السياسي، يتصدرها من وقّعوا على اتفاق جوبا للسلام، وتحولوا لاحقًا إلى شركاء في استمرار التهجير والدمار.
■ اتفاق جوبا الذي وُقّع بعد الثورة، وأمل فيه الكثيرون خيرًا، انتهى فعليًا منذ لحظة انقلاب 25 أكتوبر، ذلك الانقلاب لم يكتفِ بتمزيق الوثيقة الدستورية، بل أطاح أيضًا بروح الاتفاق الذي جاء نتيجة لحراك شعبي عظيم، لا لحسابات المحاصصة والسلطة.
■ من المؤسف أن قادة الحركات المسلحة وعلى رأسهم مناوي، جبريل، وأبو نمو وغيره، لم يسعوا إلى تصحيح المسار، بل سلكوا طريق تثبيت الأمر الواقع، إما بالمشاركة في الحكم، أو بتجنب ميادين القتال، وترك أهلهم يواجهون الجوع والموت.
■ من المآسي التي لا يمكن تجاوزها أن الفاشر، عاصمة دارفور، تشهد واحدة من أسوأ الكوارث الإنسانية، بينما يقف من يدّعون تمثيل الإقليم موقف المتفرج أو الشريك بالصمت، لا حديث عن سلام حقيقي، بل شعارات خاوية وتصريحات على صفحات التواصل، كما فعل مني أركو مناوي عندما حذّر من تسريبات الاجتماعات دون أن يكشف حقيقة مواقفه أو يحاول تهدئة الحريق.
■ في هذا الظرف التاريخي الحرج، يقف قادة الجيش أمام مسؤولية وطنية جسيمة، ليست في كسب المعارك، بل في إنقاذ ما تبقى من السودان.
■ الوقت لا يحتمل مزيدًا من التردد، فاستمرار الحرب يعني المزيد من النزوح، المزيد من فقدان الأحبة، والمزيد من تآكل ما تبقى من الدولة.
■ المطلوب ليس دعوات جوفاء، بل خطوات عملية تبدأ بوقف الحرب دون شروط، ثم الذهاب فورًا إلى سلام شامل لا يستثني أحدًا.
■ إيقاف الحرب هو المدخل الوحيد لاستعادة الوطن، ومن دون ذلك سيبقى السودان رهينة لابتزاز مليشيات لا تعرف إلا السلاح والدمار.
■ لا يمكن بناء وطن على حساب دماء الأبرياء، ولا يمكن لمصالحة وطنية أن ترى النور ما دامت البنادق مرفوعة فوق رؤوس الناس.
بعد أن تغادروا:
■ العودة إلى منبر جدة أو غيره من مسارات التفاوض لا يجب أن تكون مظهرًا سياسيًا، بل قرارًا استراتيجيًا من أجل شعب يتألم في كل شبر من أرضه.
■ السودان لا يحتمل عشرين عامًا أخرى من الحروب العبثية، ولا يمكن أن يُبنى على جماجم الضحايا ومآسي النزوح.
■ ليكن واضحًا: لا قيمة لأي سلطة دون سلام ولا معنى لأي حركة سياسية ترفع راية الحرب فوق أشلاء الوطن.

مرسال نيوز

تهدف مرسال نيوز إلى أن تكون الخيار الأول للقراء الذين يبحثون عن الأخبار الصحيحة والشاملة. تسعى المنصة إلى تقديم محتوى غني بالمعلومات يغطي مختلف المجالات مثل السياسة، الاقتصاد، الثقافة، والرياضة.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى