كردفان تموت ببطء …. قاسم فرحنا

….
تعيش عددا من المواقع في كردفان الكبرى اوضاعا مأساوية بالغة التعقيد تحت وطأة عصابات التمرد المتمددة في في بدن كردفان وبواديها…. ورغم الجهد الجبار الذي تبذله القوات المسلحة وبعض المتحركات في تأمين المدن المحررة بالاقليم الكبير إلا أن وجود مدن كبيرة بحجم النهود وبارا والدبيبات والفولة في قبضة التمرد يجعل القلوب تبلغ الحناجر ويحدد مكامن الخطر واستفحالها ليواجه شعب كردفان الاعزل في باديتي دار حامد ودار حمر وبعض من ديار الكبابيش اوضاعا مأساوية تحتاج لتدخلات عاجلة وتحركات سريعة لتدارك الموقف المستفحل اصلا … كنا نأمل بأن تتواضل صحوة الجيش والاجهزة المساندة له بتحرير ما تبقى من مدن في شمال كردفان من ثم الانطلاق غربا لتحرير الخوي والنهود وودبندة والفولة والاضية وغبيش والانعطاف نحو ابو زبد والدبيبات وتحرير الطريق القومي كادقلي الدلنج..
بالأمس مارست مليشيا ال دقلو وعصابات الشفشفة واللصوص همجيتها واقتحمت خلاوى القران في خرسي (ود دوليب) محلية بارا فشردات عشرات الصغار الذين كانوا يحلمون بحفظ القران في خلاوى خرسي التي ظلت شعلة متقدة منذ عشرات السنين….
جنجويد بارا يسرحون ويمرحون ويقتحمون القرى يسلبون وينهبون رغم الردع الجوي والمسيرات …الأمر يتطلب تسريع الخطى وتكثيف الهجمات الجوية والبرية لتخليص هذه المدينة من دنس التمرد….
المرابطون في التخوم الشرقية لشمال كردفان ينتظرون الاوامر لافتراس عصابات ال دقلو في ام قرفة وجبرة وبارا…. وتنظيف شمال كردفان بصورة شاملة….
لماذا التأخير؟ ولماذا يواجه المواطن الاعزل في بوادي كردفان دوشكات وقناصات ال دقلو؟ اليس من الواجب حمايته وتوفير الامن له؟….
والاخبار الواردة من مناطق دار حمر تبين ان المواطنين هناك يعانون ويواجهون الموت الجماعي والمليشيا تمارس السلب والنهب في القرى والفرقان….
سقطت النهود وأوهمونا بأنها ستعود سريعا لحضن الوطن…للاسف لحقت بها الخوي ولولا بسالة الهجانة لكانت الابيض في خبر كان…
عادت الدبيبات لحضن الوطن ولكن المليشيا الغدارة سلبت فرحة النصر واعادت التموضع وتحالف الحلو حميدتي يهدد عروس الجبال جنوب كردفان….
ثقتنا كبيرة في قواتتا المسلحة والمشتركة والبراء والردع والدرع والامن والمخابرات والمقاومة وكل من يحمل السلاح دفاعا عن الوطن ولكن اهلنا في كردفان الكبرى يدفعون ثمن طول الانتظار….
حاليا القوات المسلحة اقوى من المليشيا بنسب كبيرة وتمتلك كل مقومات النصر وخلفها شعب يهتف باسمها ويموت خلفها….لماذا هذه الاستكانة؟
استراحة المحارب تقوى شوكة العدوا وتعطيه فرصة التقاط الانفاس…
لو تم تفعيل الخدمة في كل محاور كردفان في ان واحد لانهارت المليشيا وتحررت المدن تباعا….
الصياد وحده كفيل بنظافة الدبيات وابو زبد والفولة والهجانة قادرة على الانفتاح شمالا لتحرير بارا وانتظار القادمين من الشرق في محور ام قرفة وجبرة الشيخ بعد تحريرها…..
تحرير بارا يعني قطع الطريق امام المليشيا الحالمة بالتمدد شرقا حتى محلية ام دم حاج احمد….
تحرير بارا يعني قطع الامداد الخلفي للمليشيا التي ستنحدر غربا بحثا عن طرق الهروب ناحية دارفور…
كردفان تموت ببطء… وتتنفس بصعوبة رغم امتلاكها لاليات النصر….. اين ولاتها واجهزتها الامنية…. هل هي المكيدة واساليب الحرب؟ ام لمصانع القرار راي اخر…..
شعبيا لابد من قيام جبهة تحرير كردفان التي ستجد الدعم والانحياز الكامل من شباب الاقليم…. جبهة تحرير كردفان ستكون معينا للجيش ونصيرا له واستلهاما لقيم النفير الامني وترسيخ مفهوم المقاومة الشعبية المنظمة…
الخريف قادم والطرق وعرة والتحرك سيكون صعبا ومكلف لابد من تسريع خطوات تحرير كردفان من دنس التمرد…. ترك الامر بهذه الوضعية يفتح شهية عصابات ال دقلو ويحفزها فلابد من ضرب الحية وهي تصارع الموت وتعاني من سكراته…
ايران حسمت حربها بالكيفية التي ارادتها واجبرت العالم على احترامها….فالجيش عليه ان يستخدم كل المتاح للانقضاض على التمرد وقطع دابره…فاوض وانت قوي وبيدك مفاتيح النصر… لا تركن يا جيش لنداءات السباسيين واهل المصالح الضيقة هيبة البلد في عزتها وشموخها وفي جيشها القوي…
النهود هذه المدينة الجريحة تحتاج لمن يعيد لها حريتها ولمن ينتقم لشرفها المنتهك….مدينة العلم والعلما يدنسها الاوباش ويذلون شعبها وفي ريفها الفسيح تجوب مركبات المليشيا الارض طولا وعرضا وتمارس ذات البربرية والعالم يصمت…
حرروا النهود وفي تحريرها عافية للوطن… فلتعد قبلها الخوي والدبيبات وكل شبر من ارض كردفان….