
مدينة الفاشر السودانية هي عاصمة ولاية شمال دارفور في غرب السودان، وتُعد من أقدم و أهم المدن التاريخية في الإقليم ، فكانت مقرّ سلطنة دارفور منذ القرن السابع عشر، في عهد السلطان علي دينار الذي جعل منها مركزًا للحكم و التجارة و الثقافة.
اسمها مشتق من كلمة “الفاشر” التي تعني المعسكر أو مقر السلطان في اللغة المحلية.
عرفت المدينة عبر تاريخها الطويل بالعلم والدين، وفيها جامعة الفاشر التي تُعد من أبرز المؤسسات التعليمية في غرب السودان ، كما تضم معالم تاريخية مثل قصر السلطان علي دينار ومسجده العتيق الذي لا يزال شاهدًا على حقبة السلطنة ، و لكن في السنوات الأخيرة تأثرت الفاشر كثيرًا بالصراعات التي اجتاحت دارفور، فشهدت نزوحًا واسعًا وتدهورًا في الخدمات والبنية التحتية ، ومع ذلك ظلّ أهلها معروفين بصمودهم وتكاتفهم في مواجهة المحن.
لكِ الله يا فاشر السلطان رغم صمت المجتمع الدولي بالانتهاكات والقتل والاغتصاب العلني الظاهر للعيان وعلى مرأى ومسمع الجميع .
منذ اندلاع الحرب الأخيرة، كانت الفاشر من أكثر المدن التي دفعت الثمن باهظًا ، فعاشت تحت الحصار والخوف، وانقطعت عنها الإمدادات، وتدهورت أوضاعها المعيشية بشكل غير مسبوق ،فالمستشفيات تعمل بأقل الإمكانيات، والمياه تُجلب بشق الأنفس، والغذاء أصبح حلمًا بعيد المنال لكثير من الأسر .
المدينة التي كانت تضجّ بالحياة، تحولت إلى ملاذٍ للنازحين من القرى المحيطة، حيث اكتظت المدارس والمباني العامة بعائلاتٍ فقدت المأوى ، ومع كل يومٍ جديد تزداد الأزمة عمقًا، وتضيق سبل النجاة.
كثير من الأسر خلال الأيام الماضية نزحت لمدينة القضارف ومتوقع أن تنزح لعدد من ولايات السودان الٱمنة ، فعلى منظمات المجتمع المدني أن تشمر عن سواعدها و تساعدهم وتقدم لهم الدعم النفسي والاجتماعي لما وجدوا من معاناة أرهقت كاهلهم تمامًا .
كلمة أخيرة….
آن الأوان أن تتوقف هذه الحرب العبثية التي أنهكت السودان من أطرافه إلى قلبه، وأن يسمع العالم صوت الفاشر كنداءٍ للوطن كله.
الفاشر اليوم ليست قضية محلية، بل رمز لمعاناة كل المدن السودانية التي تحلم بالأمان والعيش الكريم .
فلنكثر من الدعاء من أجل أهلنا في فاشر السلطان وأن ترجع لحضن الوطن في القريب العاجل .

