الحقيقة مجردة د.حبيب فضل المولى حكومة النهود وحصان طروادة 4_5

لماذا تأخر تحرير النهود؟
سؤال يتردد ويتجدد مطلع كل يوم في أوساط مواطني غرب كردفان ومدينة النهود خاصة أن القوات المسلحة والقوات المشتركة والقوات المساندة على مقربة منها والسؤال ذاته نضعه بين يدي القيادة العليا للدولة والقوات المسلحة والقوات المساندة ونضعه أيضا بين يدي حكومة غرب كردفان والمقاومة الشعبية والمستنفرين ونضعه ايضا بين القيادة السياسية بغرب كردفان هل بات الأمر طبيعي بالنسبة لكم ونوجهه أيضا لابناء دار حمر بالداخل والخارج رجال المال والأعمال والشباب والمجاهدين والفرسان وكل من يمك يد العون والسند لتحرير مدينة العلم والعلماء وسقوط النهود هذا يدخل شهرة الثاني فلا دخل الصياد ولا عاد الأمل تاني، والكل يتسائل لماذا تأخر تحرير النهود ؟ فالمعاناة وسط النازحين تتفاقم يوما تلو ٱحر وتزداد تعقيدا في ظل شح المساعدات الإنسانية بمعسكرات النزوح بالأبيض والقري والمناطق الأخرى ، ترى أين ذهبت العشرين شاحنة المحملة بالمساعدات والتي ادعى كرشوم انها تعتلى قائمة إنجازاته الهباب والأمطار على الأبواب والخريف قريبا سيرعد وتضاف مأساة أخري فالأمراض والفقر والجوع وعدم توفر دور الإيواء والأغطية تجعل النازحين يفترشون الأرض الممطورة ويلتحفون السماء الباكية وأطفالهم يئنون ويتضورون جوعا ولا حياة لمن تنادي فالجميع يهرولون نحو حكومة الأمل حكومة البروف كامل إدريس ويستابقون للحاق بالكيكة فللسلطة شهوة ثم بريق يزهبان بالعقول فلا أوضاع النازحين ولا الفارين من الحرب في هذه اللحظات تجد الأولوية ولا الإهتمام ، إن تأخر تحرير النهود فتح شهية المليشيا المتمردة للتموضع في مدن وقرى كردفان بل جعلها ترتكب حماقة أخرى وتهاجم أسود الفرقة 22 بابنوسة وتنتحر في المدينة المحروسة بالابطال وتجر خيباتها بعد أن تكبدت خسائر طائلة ،إن تأخر تحرير النهود جعل المليشيا تنهب ثروات غرب كردفان من محصولات الصمغ العربي والفول السوداني بالاضافة للمتلكات فهي لم تترك شيئا بمدينة النهود إلا وأفسدته ، بل ترتكب مجازر وتقتل الابرياء بحجة أنهم فلول فأضحت الحياة شبه مستحيلة قتلو أسرة كاملة بحي البخيت وقتلو إمرأة وعدد من المواطنين في ام تلوحي ولا أحد يواسي فهي تعبث بكل شيء وتحترف الخراب والنهب والقتل وفوق ذلك تزعم انها جاءت لاجل البسطاء ،تأخر تحرير النهود يا سادة كلف مواطن غرب كردفان أسباب الحياة والبقاء وسادت موجة القتل داخل الفولة والتصفيات لكل من يشك في انه لا يدعم مشروع الجنجويد الدامي أما في أبوزبد وغبيش والخوي وودبندا فالحياة لا تقل مأساوية عن النهود فالمليشيا لا تتردد في سلب ونهب وقتل كل من يقع على عينها ، تأخر تحرير النهود يا سادة اعطى المليشيا فرصة لالتقاط انفاسها بل شرعت في مهاجمة الأبيض وتدوينها ودخول الدبيبات مرة أخري والخوي والتنكيل بمدن جنوب كردفان ، وتزعم أنها ستدخل الولاية الشماليه ونهر النيل وتتولى الشفشفة بنفسها دون اصطحاب شفشافي معها كما قال الهالك ،
في خضم هذه الفوضى والمعاناة هناك غياب تام لحكومة غرب كردفان وقياداتها السياسية والمجتمعية وحتى لجان المقاومة والاستنفار وجدت نفسها غارقة في فوصى الخلافات والمصالح والشلليات ، لم نرى حتى اللحظة أية حراك أو مؤتمر صحفي أو لقاء تفاكري لحشد الطاقات الى جانب القوات المسلحة والقوات المساندة لتحرير النهود وأستعادة كرامة الدار ، جزا الله الادارة الأهلية خيرا فهي تسعى وتتصل وتتواصل من أجل دور ملموس لاستعادة النهود العم عبد الحي صافي الدين رئيس شورى حمر لم يترك هاتفا إلا واتصل فيه لأجل توحيد الجهود وكان يسعي للقاء الوالي حمد جايد ولا أدري هل تمكن من ذلك أم انه فشل وبماذا خرج إذا إلتقاه فحالة التخبط والتوهان تكاد تسيطر على المشهد ، لا أدري هل تسلم المجاهد مالك يحي زمام الأستنفار والمقاومة أم أن المتاريس وضعت أمامه ودست المحافير ؟وهو الأجدر والأصدق من بين الذين يزعمون قيادة مقاومة النهود ، لا أحد يرى أثر ولا دور للاحتياطي بعد سقوط النهود ترى هل لا زال حمد صافي غارق في وحل الادوار الفاشلة التي لا تتخطى المصالح الضيقة التي أوردت شباب دار حمر الخراب والهلاك فالكل يرى ضرورة أن يسلم حمد صافي الراية لإبن المدرعات المجاهد مالك يحي ليقود فرسان الدار والمستنفرين والمقاومة فهو يحمل رصيد عالي في دحر المليشيا وقهرها ، لماذا وفي مثل هذه الظروف تطل الشللية البغيضة برأسها بين ابناء الدار ألا يكفي ما فقدنا من رجال وشباب وشيوخ بقامة الشهيد الشرتاية عبد الباقي حسين والفاتح أبو شوك واخرين من صفوة الدار ، أليس حري بنا اتاحة الفرصة لمن يملك زمام المبادرة !
إن صمت القيادة العليا للدولة بشأن الأوضاع في غرب كردفان والنهود قد يعمق الأزمة ويزيد من معاناة المواطن المغلوب على أمره فهل من حراك رسمي وشعبي وإعلامي يوصل هذه القضية والمأساة لأصحاب القرار ،
تجاهل تحرير النهود قد يكلف الدولة خسران مدن كبرى إستراتيجية مثل الأبيض فالنهود هي بوابة مدن الغرب فقد كانت أهم انجاز للمليشيا وشريان ضخ فيها أمل التحرك والحياة بعد أن تقهقرت وتهاوت وهزمت في ولايات السودان الأخرى ، نرى بالضرورة أن يصحو الجميع وأن توجه كل الجهود والاصوات والأموال والطاقات لتحرير النهود ومدن غرب كردفان وضرب المليشيا كما ينبغي