الأخبار المحلية

حرب السودان الى اين؟ …

قاسم فرحنا
….
قد لا اكون متحمسا للحوار بشأن انهاء ملف الحرب في السودان لاعتبارات عديدة أولها أن محاور الصراع الدولي المؤججة للحرب ستكون حريصة على تحقيق مصالحها قبل مصالح السودانيين في اي حوار يتعلق لتحقيق سلام في السودان عبر منابر التفاوض…قيادات في الجيش يصرون على الحسم العسكري وحرق ورقة التمرد بصورة نهائية ولو طال امد الحرب .. ويرون أن مليشيا الدعم السريع لا تشكل خطرا على وجود الدولة السودانية وان مسألة هزيمتها ميدانيا ليست ببعيدة وربما كانت الشواهد معضدة لما ذهبوا اليه….
مليشيا الدعم السريع التي اشعلت حرب السودان بدعوى محاربة دولة 56 وتحقيق الديمقراطية والقضاء على الفلول هذه المليشيا لا تمتلك حق التوقيع على اي اتفاق يغفل مصالح الامارات كممول حقيقي لتمرد الجنجويد… والمتتبع لسلوك وهمجية عناصر مليشيا ال دقلو يشفق على حالهم للوضعية التي هم فيها… تمردهم كان من اجل الديمقراطية القائمة على القانون والعدالة وهم يدوسون على القانون ولا يعرفون حتى كلمة ديمقراطية الأمر الذي يشير الى ان مليشيا الدعم السريع تقاتل بلا هدف واضح وانها لا تمتلك حق تقرير مصريها وهي لا تعرف ماذا تريد من هذه الحرب….
كان منبر جدة كفيلا بانقاذ هذه المليشيا من الزوال لو التزمت ببنوده واخلت بيوت المواطنيين وردت المسروقات وتجمعت في نقاط خارج المدن…. من يفكر للمليشيا…ومن يدفعها لهذه الحرب؟ التي خسرتها بهزائم ساحقة….
يبدو ان حرب السودان ربما تحولت لصراع دولي إن تمادت دويلة الامارات في تدخلاتها الواضحة ميدانيا عبر سلاح المسيرات المهدد للامن في المنطقة والمدمر للبنيات التحتية بالبلاد..
تمادي نظام ابو ظبي في دعم الجنجويد والتدخل الميداني الصريح يفتح باب تدخل حلفاء الجيش في الحرب مساندين له وربما لتفعل برتكولات مشتركة تدعمه بالمعدات والعتاد وهذا وارد وربما شهدته الايام القادمات…
ابوظبي هي اكبر الخاسرين من هذه الحرب حيث اموالا ضخمة بغية الاطاحة بحكومة السودان واستبدال الجيش بمليشيا ال دقلو بجانب حكومة ضعيفة تتحكم في مساراتها وحشدت لتحقيق ذلك طاقات ضخمة ولكن مشروعها تعرض للانهيار بانهيار مليشيا التمرد وعدم مقدرة قحت على خلق البدائل المناسبة لتحقيق رغبة ابناء زايد في السودان وقحت هي الاخرى والغة في تأجيج الحرب ولاعب اساسي فيها…
الامارات خسرت كثيرا إلا أن خسائرها الاخيرة في نيالا و الفاشر جعل عقلها يطير وعرضها لسخرية العالم وألب عليها الكثير من الاصدقاء…. اين شخبوط بن نهيان ال نهيان؟ اليس هو مسؤول ملف السودان وافريقيا في ابو ظبي .. اختفائه عن المشهد يعضدد فرضية هلاكه في مطار نيالا حيث تشير الاخبار الى انه كان مدعوا لحضور تنصيب لرئيس احدى الدول الافريقية وانه ربما تم جغمه في نيالا رفقة العشرات من ضباط الامارات الأمر الذي جعلها تصعد من عملياتها في السودان وتلهب ظهره بالمسيرات لتجني حصاد ما زرعت قطيعة دبلوماسية مع السودان وتصنف كدولة عدوان يمكنها التعرض لذات المصير…
28 مليار درهم حجم استثمارات الامارات في السودان خلال سنين مضت وبرعايتها وتمويلها للدعم السريع تعرضت لعقوبات دبلوماسية جعلتها تتوكأ على عصا الاحباط المصحوبة حملة انتقام جعلتها تحشد حلفائها لتخريب السودان….
الحرب ميدانيا تمضي لنهاياتها وسط توقعات بهزيمة الجيش للمليشيا والاستيلاء حتى على حواضنها في دارفور بعد حصول الدولة على تسليح نوعي بدأت ثماره في حصد المسيرات في عدد من المدن وتحييدها….
التطورات سالفة الذكر تجعل اكثر من خيار متاح للكيفية التي يمكن أن تنتهي بها الحرب والمصير الذي ينتظر مليشيا ال دقلو المتمردة على الدولة….

مرسال نيوز

تهدف مرسال نيوز إلى أن تكون الخيار الأول للقراء الذين يبحثون عن الأخبار الصحيحة والشاملة. تسعى المنصة إلى تقديم محتوى غني بالمعلومات يغطي مختلف المجالات مثل السياسة، الاقتصاد، الثقافة، والرياضة.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى