في بريد والي ولاية الخرطوم ….

قاسم فرحنا
….
تعيش ولاية الخرطوم هذه الايام افراح النصر بخلوها من التمرد بعد تحرير منطقة الصالحة جنوبي أم درمان كآخر نقطة لتواجد المليشيا المتمردة (الجنجويد) وتحرير الخرطوم من دنس التمرد أمر يجب أن نشكر قواتنا المسلحة والاجهزة النظامية عليه كثيرا ولله الحمد والان الولاية خالية من جرثومة ال دقلو بل تتهيأ لعودة مواطنيها لمدنهم في مختلف محليات الولاية وهذا أمر يتطلب الكثير…
أحسب أن والي الولاية أحمد عثمان حمزة قادر على العبور بولايته لبر الامان لما يتملكه من مقدرات ادارية اثبتت انه وال من طينة الكبار ولكن الان الولاية تمر بمعنطفات كارثية إن لم يتم تداركها ستحل بها مصيبة اكبر من مصيبة حرب الجنجويد التي انهكت الخرطوم وحولتها لكومة تراب…
الان تشهد محليات الولاية اظلام تام لانقطاع الكهرباء عن محطات عديدة بعد استهدافها (بمسيرات) الامارات الامر الذي احدث اظلاما تاما عن اغلب احياء العاصمة بمحلياتها المختلفة…..
انقطاع الكهرباء سيخلق اوضاعا موازية تزيد من معاناة المواطنيين خاصة في قطاع المياه الذي يفوق في اهميته الكهرباء ولكنه مرتبط بها… في محلية كرري توجد محطة مياة المنارة كمحطة رئيسية ترفد عدة مدن بالمياه العذبة الصالحة للشرب ولكنها الان ربما تعمل بطاقة متدنية لا تكفي حوجة المناطق التي تغطيها… في كرري هنالك ازمة مياه خانقة وصل معها سعر (الجركانة) الواحدة مبلغ 2000 جنيه مما يعقد ويصعب ويزيد من تكاليف الحياة المعيشية لمواطن المحلية والكارثة أن هذه المياه غير نقية وفي الغالب يأتي بها اصحاب (الكارو) من جهات غير معلومة وغير مراقبة امنيا وهي مياه غير صالحة للشرب وستؤدي الى تفشي الاسهالات المائية وهذا إن حدث سينزر بكارثة يصعب تجاوزها…
على الاخ الوالي ان يعمل مع اجهزته المختلفة على ضبط الاوضاع داخل الولاية بإحكام الرقابة وفرض هيبة الدولة بالصورة التي تحمي امن المواطن وتجعله آمنا في ولايته…
لابد من تكثيف الجهود لاعادة تشغيل محطات المياه والكهرباء لتدارك الوضع قبل استفحاله هذا بجانب تأمين هذه المحطات بأجهزة تشويش ومضادات لضمان استمراريتها…
عودة الكهرباء والمياه هي عودة الحياة للولاية المتطلعة لواقع أفضل وهذا لا يتحقق إلا بجودة الخدمات وتسريع خطوات الاعمار واعادة ما دمرته الحرب…
الخرطوم ولاية بحجم وطن وهي عاصمة السودان ووجهته الحضارية ولابد من تهيئتها للعب دورها الوطني المعلوم…. ايضا على الاخ الوالي ان يعمل على تقنين وضعية انتشار السلاح بصورة مخيفة ولابد من ضبط هذه العملية التي جعلت ضعاف النفوس يقومون ببعص الممارسات السالبة وهذا في حد اته تحدي امام الاخ الوالي واجهزته الامنية لمعالجة هذه الظاهرة باطلاق يد الشرطة لتقوم بدورها كاملا في تأمين الولاية التي اضحت خالية من التمرد….
قم اخي الولاية بزيارات ميدانية ولا تعتمد على التقارير المحنطة المجافية الحقيقة…
تفقد الاسواق والمستشفيات وكل مراكز الخدمة لمعالجة القصور وسد الثغرات…المواطن يعاني وانت المسؤول…