الأخبار المحلية

قبل أن تذهبوا…!!! أوقفوا الحرب ؟ د.عبد المنعم المهل

– لا خير يُرجى من حكومة البرهان، ولا من الحكومة الجديدة الموعودة، إن لم يكن على رأس أولوياتها إيقاف الحرب الدامية التي أنهكت السودان وأهله.
– لقد ضاق الناس ذرعاً من القتال والموت والدمار، وفقدت البلاد آخر ما تبقى من عقلائها، ليحل مكانهم مشعلو الفتن وصنّاع الحروب، ممن يسعون لتحقيق أهداف ضيقة على جثث الأبرياء وأنقاض المدن.
– في زمن مضى، كان هناك من يملك الشجاعة ليقول: هذا صواب وهذا خطأ. أما اليوم، فقد غاب أولئك الذين كانت تجاربهم كفيلة بلجم المتشددين ووقف زحف الجنون. لم يعد بيننا من يُنصت لصوت الحكمة، بل تهيمن لغة السلاح، وتُسخّر كل الجهود لاستيراد أدوات القتل بدل أدوات التنمية.
– نحن لا نتحدث من فراغ، فقد تابع الجميع المواقف المتصلبة لحكومة بورتسودان، ورفضها الانخراط الجاد في مساعي إيقاف الحرب، وكأن هدفها الوحيد القضاء على الدعم السريع ومن يحيط به. في المقابل، تسعى الحكومة الجديدة لتأسيس “دولة بديلة” في قلب الخراب، ما ينذر بمزيد من التشظي والانقسام.
– ووسط هذا العبث، لا يعني كثيراً للمواطن البسيط من يحكم، بقدر ما يعنيه من يوقف القتل والتشريد. فكلما ظنّ أن بصيص أمل قد لاح، جاءه خبر صادم مثل إعلان قوات الدعم السريع عن “الانتقال من المعركة العسكرية إلى تأسيس الدولة السودانية الجديدة”، وهو إعلان، إن صح، فلن يُنتج إلا مزيداً من التوتر والانقسام وربما الانفصال.
– الأمل ما زال قائماً، لكنه يحتاج إلى إرادة سياسية تتجاوز سؤال “من نتفاوض معه؟” إلى “كيف نوقف هذه الحرب؟”، كما جرى في اتفاقيات سابقة مع حركات مسلحة كثيرة. فالحوار ليس ضعفاً، بل ضرورة وطنية.
– لقد آن الأوان لتتوقف المليشيات كافة، ولتُسحب الأسلحة من أيدي الجميع، فاستمرارها لا يعني سوى تكاثر الطامحين للسلطة بالقوة، وتكريس العنف كوسيلة للحكم.
– نعم، قرار وقف الحرب صعب ومر، لكنه أقل مرارة من استمرارها لعقود كما حدث في سوريا، ليبيا، واليمن.
بعد أن تغادروا…
– السلام وحده هو الطريق إلى دولة عادلة، تسع الجميع، دون تمييز أو عنصرية. رواندا فعلتها بعد مجازرها… فلماذا لا نفعلها نحن؟
– لا يعنيني من يحكم السودان بقدر ما يعنيني أن يعيش السوداني في أمن وسلام، يحلم بوطنه كما يليق به، ويعمل لأجله لا ضده. السودان يستحق الأفضل… بل هو أهلٌ له.

مرسال نيوز

تهدف مرسال نيوز إلى أن تكون الخيار الأول للقراء الذين يبحثون عن الأخبار الصحيحة والشاملة. تسعى المنصة إلى تقديم محتوى غني بالمعلومات يغطي مختلف المجالات مثل السياسة، الاقتصاد، الثقافة، والرياضة.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى