الأخبار المحلية

قبل أن تذهبوا…!! المريخ بين داء التحديث والتدريب د.عبدالمنعم المهل

■ في الوقت الذي تترقب فيه جماهير المريخ السوداني عودة فريقها إلى منصات التتويج، تصطدم الآمال بواقع صعب تفرضه النتائج السلبية، والأداء الباهت، والتخبط الإداري الذي أصبح عنوانًا للمرحلة الراهنة. وفي ظل ابتعاد النادي عن دياره بسبب ظروف الحرب، تعالت أصوات الغضب الجماهيري، بعد الظهور المخيب للفريق أمام نادي تفرغ زينة الموريتاني.
■ لم تكن نتيجة المباراة سوى حلقة جديدة في سلسلة من الإخفاقات التي طالت الفريق، وسط غياب تام للمسؤولية داخل الملعب وخارجه. الجهاز الفني، بتشكيل غير متناسب مع الإمكانيات المتاحة، أثبت مرة أخرى أنه غير قادر على قيادة الفريق في هذه المرحلة الحرجة.
■ الأزمة التي يعيشها المريخ اليوم ليست طارئة، بل هي امتداد لسنوات من الاختيارات العشوائية للمدربين، دون الالتزام بمعايير الكفاءة والسيرة الذاتية والنتائج. وهو ما أضعف هوية الفريق وأفقده القدرة على المنافسة القارية والمحلية.
■ رئيس النادي عمر النمير حاول أن يقدم ما بوسعه، ويُحسب له تحمّله المسؤولية في ظرف استثنائي. لكن سوء التقديرات، وسوء إدارة الموارد المالية، جعلا النتائج لا تعكس حجم الصرف ولا تطلعات الجماهير. كما أن وجود شخصيات مثل نادر خليل في دائرة القرار ساهم في تأزيم المشهد، عبر تخطيط لا يرتقي لمستوى نادي بحجم المريخ.
■ الاعتماد على أسماء محدودة الخبرة مثل شوقي غريب ومساعديه أثبت فشله، حيث لم يقدموا ما يشفع لهم فنيًا، بل بات الفريق مادة للسخرية في منصات التواصل الرياضي في مصر وغيرها. فكيف لنادٍ يسعى للمجد الإفريقي أن يدار بهذه العقلية؟
■ الحل يمكن في التعاقد مع أسماء تدريبية كبيرة مثل بيتسو موسيماني، فوزي البنزرتي، أو دييغو غارزيتو. بجانب إقالة نادر خليل من مهامه، وتكليف أمير كاريكا كمدير رياضي بخبرة احترافية مع تثبيت طاقم فني مساعد يضم محسن سيد وعلي جعفر.
■ غير ذلك منح الفرصة لمدربين من أبناء النادي مثل برهان تية، فاروق جبرة، ومحمد موسى افضل بكثير من انصاف المدربين.
■ إعادة هيكلة الجهاز الإداري، وإبعاد العناصر غير المؤهلة، والاستعانة بطاقم تنفيذي يعرف أصول الإدارة الرياضية.
■ قد تُعيد العودة إلى السودان جزءًا من الروح والعافية للفريق، عبر الدعم الجماهيري والنفسي. وإن استمر اللعب في الخارج، فإن جماهير المريخ العظيمة لا تزال قادرة على تقديم الدعم متى ما أحسّت بجدية في الإدارة والتخطيط.
■ المريخ ليس نادياً عاديًا، بل هو رمز وطني ورياضي عريق، صنع التاريخ في المحافل العربية والإفريقية. لكن لا تاريخ يصمد أمام الحاضر إذا ما استمرت الفوضى. المطلوب اليوم إدارة تمتلك الرؤية، الحزم، والشجاعة، قادرة على إعادة بناء ما تهدّم، وصناعة فريق يليق باسم المريخ.
■ المريخ لن يسقط… لكنه بحاجة إلى من ينهض به من كبوته قبل فوات الأوان.

مرسال نيوز

تهدف مرسال نيوز إلى أن تكون الخيار الأول للقراء الذين يبحثون عن الأخبار الصحيحة والشاملة. تسعى المنصة إلى تقديم محتوى غني بالمعلومات يغطي مختلف المجالات مثل السياسة، الاقتصاد، الثقافة، والرياضة.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى