
كان رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم معلم وأستاذ الإنسانية ، بعثه الله سبحانه وتعالى ليتمم مكارم الأخلاق ، فالتعليم مهنة الرسل والأنبياء والعلماء ليعلموا الناس الأدب والأخلاق الفاضيلة وكل التعاليم الدينية والدنيوية ، لذلك جاء دور المعلم والمربي والاحتفال به في كل عام في الخامس من شهر إكتوبر وهو يوم مخصص لتكريم المعلمين حول العالم وتقدير جهودهم الكبيرة في بناء المجتمعات وتنشئة الأجيال ، فتم اعتماد هذا اليوم رسميًا من قِبل منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة (اليونسكو) في عام 1994م ، ليكون مناسبة عالمية تعكس أهمية مهنة التعليم ودور المعلم في تحقيق التنمية المستدامة.
إن المعلم هو الركيزة الأساسية والضلع الأساس في مثلث العملية التعليمية، فهو من يزرع بذور العلم والمعرفة في نفوس الطلاب، ويشجعهم على التفكير النقدي والإبداع مع أنه يواجه تحديات كثيرة في عمله اليومي، بدءًا من تنوع الطلاب واحتياجاتهم المختلفة وفروقاتهم الفردية ، مرورًا بضرورة تحديث أساليب التدريس وطرائقه ، وانتهاءً بالظروف الاجتماعية والاقتصادية التي قد تؤثر على العملية التعليمية ، لذا يأتي هذا اليوم كفرصة لتسليط الضوء على هذه التحديات، وتقديم الدعم والتقدير اللازمين للمعلمين.
إن مظاهر الاحتفال باليوم العالمي للمعلم يختلف الاحتفال بها من دولة إلى أخرى، لكنها غالبًا ما تتضمن فعاليات تعليمية، وورش عمل، وحفلات تكريم للمعلمين المتميزين، بالإضافة إلى حملات توعية بأهمية احترام وتقدير المعلمين ، كما تستقل الحكومات والمؤسسات التعليمية هذه المناسبة لإطلاق مبادرات لتحسين ظروف العمل، وتطوير مهارات المعلمين، وتوفير بيئة تعليمية أفضل .
فرسالة اليوم العالمي للمعلم سامية ونبيلة تتلخص في أن الاستثمار في المعلمين هو استثمار في المستقبل، فكل جيل جديد يتعلم على يد معلم مخلص هو جيل قادر على بناء مجتمع متقدم ومتوازن. كما يدعو اليوم إلى توفير كل الإمكانات التي تمكن المعلمين من أداء مهامهم بفعالية، من تدريب، وموارد، واحترام مهني واجتماعي ورواتب مجزية .
كلمة أخيرة….
“كيف أساويكم بمن علموكم”
جملة أطلقتها المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل في حضور مئات من القضاة والأطباء والمهندسين وحينما طالبوها بزيادة لرواتبهم شأنهم شأن المعلمين الحكوميين الألمان الذين حصلوا على الزيادة فاكتفت ميركل بإطلاق جملتها المشهورة كيف أساويكم بمن علموكم واعتبرت تلك الجملة في نظر الكثيرين يومها درسًا في الأخلاق تمكنت من خلالها المستشارة الألمانية أن تعيد للمعلم مكانته ليس في ألمانيا فحسب بل في العالم أجمع .