في تأبين الراحل المقيم عبد القادر منعم منصور وتنصيب الناظر منعم عبدالقادر منصور وزير الخارجية يسرد ذكرياته مع الناظر الراحل

بور سودان اماني ابشر
تقدم وزير الخارجية في مستهل كلمته بالتحية إلى الحضور الرسمي والشعبي، ونقل اعتذار وتحيات رئيس مجلس الوزراء ورئيس مجلس السيادة اللذين كانا متواصلين مع منظمي الحفل، مع تأكيد مباركتهما للحضور لأسرة الفقيد. ثم استرجع الوزير ذكرياته الطويلة مع الناظر الراحل، مشدداً على عمق العلاقة والمواقف المشتركة:
قال عرفت الراحل منذ العام 1962 — كنت أراه يأتي إلى بيت والدي الفكي سالم شطّة في قريته غوش، ويعقد المحكمة في الراكوبة الكبيرة. كنت شابا آنذاك، واعتز بكل لحظة كان حضورا بيننا. كانت له قرابة خاصة مع الجميع، شريكا حقيقيا في قيادة القبيلة
وأشار الوزير إلى أن الراحل لم يكن زعيماً قبلياً فحسب، بل مدرسة إدارية واجتماعية وناظراً استطاع أن يجعل من دار حمر نموذجا في التعايش والوئام، رغم أن المناطق ليست (مهمشة) بل (متهشّمة) بأوضاعها
مشيدا بصبر أهلها صمودهم.
وذكر محيي الدين إلى دعم الراحل له شخصياً في مراحل مبكرة من حياته، قائلاً إن إعجابه بشخصية الناظر كان سببًا في توجهه للدراسة ودخوله كلية القانون بجامعة الخرطوم، واعتبر أن دور عبد القادر ومواقفه الوطنية كانتا حافزًا في مسيرته:
ا أخفي عنكم سرًّا: الذي دفعني للذهاب إلى المدارس وإكمال الدراسة ودخول كلية القانون، هو إعجابي بهذا البطل الذي مثل كبرياء السودان. إن فاتنا نجاح، فقد تحقق بفضل أمثال هذا الرجل.
ثم تحدث عن ثناءه على قبيلة دار حمر كلها، قائلاً إنهم قبيلة حكيمة، شجاعة، راقية ومتعلمة، تعرف قرارها المناسب في الوقت المناسب وهنأهم «بروحهم الثابتة وفهمهم المتقدّم لهذه اللحظة لبايعوا ابن الزعيم الراحل.
وعبّر الوزير عن قلقه واستنكاره للفظائع المرتكبة ضد المدنيين، مستدلاً بما يجري في الفاشر من( فظائع )وآلام، داعيًا المجتمع الدولي للانتباه والتحرك، ومؤكداً أن السودان لم يملك عبر تاريخه مثل هذا العتاد الذي يملكه الآن طرف من أطراف الصراع، لكن الأهم — بحسبه — هو «وحدتنا الوطنية» التي هي السند الحقيقي أمام التحديات:
«الدبلوماسية في الخارج تعمل، ولا بد من التفاؤل، لكن السند الحقيقي هو الوحدة الوطنية التي لا تعرف أيديولوجية ولا تفرّق الآراء. الآن ليس وقت الصراع الفكري أو الإعلامي، بل وقت الوطن. علينا أن نتكاتف: خلف قياداتنا الأهلية، خلف قيادتنا العسكرية، خلف قياداتنا الدينية؛ الشباب مع الشباب، والمرأة مع المرأة.»
وجاء في كلمته استدعاء مباشر لخطاب وزير آخر (جبريل) بأن «المعركة بدأت الآن بعد التراخي»، مخاطبًا بأن العمل الميداني والدعائي ينبغي أن يتكامل مع دعم المجتمع والسياسة، وأن يتحوّل التأييد السياسي إلى فعل موحّد يخدم البلاد كلها
واختتم وزير الخارجية كلمته بدعاء للراحل وتهنئة للأمير الجديد، داعيًا الجميع لأن يكونوا جزءًا من معركة حماية الوطن واستعادة كرامة وتراب السودان، وقال بنبرة مؤثرة:
«إذا اتّحدنا سنطهر كردفان وسننتصر على أعدائنا، ونحرر الفاشر
شهد الحفل حضورًا كثيفًا من ممثلي الدولة وقيادات عسكرية وأمنية وزعماء الإدارة الأهلية ودبلوماسيين وعدد من أبناء السودان المقيمين بالخارج، فيما أثرت مشاهد التأثر في كلمات المتحدثين، واستقطبت لحظة بكاء الوزير تفاعلاً واسعًا بين الحاضرين ووسائل الإعلام المحلية.


