
إنحياز رئيس مجلس الوزراء لزملاؤه الموظفين الأممين….. وكيل وزارة الخارجيه دفع الثمن باهظا
كتب محمد عثمان الرضي
وكيل وزارة الخارجيه السفير حسين الأمين رجل في قمة الإنضباط ويحسب مفرداته وألفاظه بصوره دقيقه حتي تشعر باأنه (مقيدباالأغلال والحبال القويه) عندما يتحدث أمام عدسات الكاميرات تشاهد (الحزر الشديد في ملامح وجهه).
لم أري وكيل وزارة الخارجيه يوما (مبتسما قط) فهو (جادي علي طول) بمناسبه وبدون مناسبه لايري (أسنانه) إلا عندما يمارس (سنة السواك).
في آخر مؤتمر صحفي وجهت له سؤال مباشر عن سبب طرد موظفي برنامج الغذاء العالمي فكان رده (مغتضبا) باأن الطرد تم بمواققة الأجهزه المختصه واالمعنيه باالملف بعد دراسه ومتابعة ورصد تحركات الموظفين المطرودين.
لاأول مره ومنذ إندلاع الحرب وزارة الخارجيه تتخذ قرار قوي وشجاع يعبر عن سيادة الدوله وأصدقكم الحديث في هذه اللحظه شعرت باأن هنالك وزارة خارجيه حقيقيه حارسه (مالنا ودمنا).
كنت أتوقع أن تمنح القياده العليا للدوله (جائزة نوبل) للسياده الوطنيه لوكيل وزارة الخارجيه (صاحب قرار الطرد) وان تضع الأوسمه والنياشين والميداليات الذهبيه في (عنقه) وعلي صدره ولكن كانت المفاجأه الصادمه توقيفه عن العمل من قبل رئيس مجلس الوزراء لاأدري أم من مدير مكتبه السفير الجعيفري
رئيس مجلس الوزراء البروف كامل إدريس أوقف وكيل وزارة الخارجيه (صاحب قرار الطرد) بحجة إنه لم يكن في الصوره ولم يتم إخطاره لاأعتقد ذلك!!!!.
لاتفوت علي (فطنة) وكيل وزارة الخارجيه (صاحب قرار الطرد) أن يستكمل كل الإجراءت لمثل هذا القرار الخطير لايمكن ولايعقل ذلك ولاتفوت علي (مبتدئ) تحت التمرين في مداخل خدمة السلك الدبلوماسي مثل هذه(الأبجديات).
يبدو لي أن وزارة الخارجيه يتم إدارتها من خارجها ومن يجلسون علي قيادتها ليسوا باأصحاب القرار النهائي بها وهذا مالمسته في التعامل مع قياداتها.
للأسف الشديد رئيس مجلس الوزراء البروف كامل إدريس لم (يستوعب) حتي الآن باأنه يشغل موقع قيادي رفيع ومازالت عقليته في إدارة البلاد كمثل عقلية (الموظفين الأممين) في إدارة منظماتهم فلذلك فضل الانحياز لزملاؤه (الموظفين الأممين المطرودين) وكان (كبش الفداء) المسكين وكيل وزارة الخارجيه كان الله في عونه.
رئيس مجلس السيادة الفريق اول عبدالفتاح البرهان فضل أن يكون من أقرب المشاهدين لرئيس الوزراء ولايفضل الدخول في تفاصيل عمله (لإعتبارات عديدة) منها (الواضح ومنها الخفي وماأكثره) وحتي لايفهم الناس مفاهيم خاطئه.
فضل رئيس مجلس السيادة والقائد العام للقوات المسلحه الفريق اول عبدالفتاح البرهان (التفرغ) الكامل لإدارة المعركة الحربيه في الميدان وترك أمر إدارة الجهاز التنقيذي لرئيس الوزراء أتمني أن (يجيد) قيادته.
مهام وزارة الخارجيه لاتقل (خطوره) من وزارة الدفاع التي تدير (معركة الكرامة الحربيه) في ميادين القتال إلاأن ميدان المعركة الدبلوماسي أشد (خطوره وشراسه) ياليت قومي يعلمون.
عندما (يتهرب ويتخوف) الدبلوناسيين من لقاء الصحفيين كنت (ألومهم) علي ذلك ولكن عندما (إقتربت) منهم (إلتمست لهم العزر) لحساسية وخطورة الملفات التي يديرونها ويتحكمون في (مفاصلها).
الضوابط الصارمة والقيود المكثفه المفروضه علي شاغلي الوظائف الدبلوماسيه تحتم عليهم التعامل (بحزر وتحفز شديدين) فلهم منا العزر.
وزارة الخارجيه أكثر وزارة عانت من (عدم الإستقرار الإداري) فمنذ إندلاع الحرب وحتي الآن (تعاقب) عليها العديد من الوزراء وغالبيتهم لم تتاح لهم الفرصه والبيئه المناسبة للعمل بسبب (التدخلات والتقاطعات الرأسية والأفقيه) من قبل (نافذين) يتدخلون في (أدق تفاصيل عمل الوزارة الفني) مماأفقدها (هيبتها وبريقها وقوتها).


