الأخبار المحلية

إدخال مادة التربية الوطنية في مقررات مدارس الأساس: ضرورة تربوية ووطنية

قلم حر د. متوكل أحمد حمد النيل

منذ الصغر تعلمنا أن التربية قبل التعليم فالأسرة والمدرسة والشارع هم مثلث التربية في السودان ، لكن في ظل الظروف الراهنة وفقدان الشارع للتربية، أصبح من الضروري أن تتبنى المؤسسات التعليمية دورًا أكبر في ترسيخ القيم الوطنية وتعزيز الانتماء للوطن. ومن هنا تبرز أهمية إدخال مادة التربية الوطنية ضمن مقررات مدارس الأساس، حيث تُعدّ هذه المرحلة من أخطر المراحل في تشكيل شخصية الطفل وغرس المبادئ الأساسية التي سترافقه مدى الحياة ، فالتربية الوطنية هي مادة تعليمية تهدف إلى غرس روح المواطنة في نفوس الطلاب، وتعريفهم بحقوقهم وواجباتهم تجاه وطنهم، وتعليمهم مبادئ النظام والدستور، واحترام القوانين، وتعزيز القيم الأخلاقية والاجتماعية مثل التسامح، والتعاون، والانتماء، وحب الوطن ومساعدة الٱخرين ، لذلك تأتي أهميتها في ترسيخ الهوية الوطنية بمعنى أن مادة التربية الوطنية تُعرف التلاميذ بتاريخ وطنهم، رموزه الوطنية، ثقافته، وأهم إنجازاته، مما يعزز شعورهم بالفخر والانتماء ، وكذلك غرس القيم والمبادئ السليمة فيتعلم الأطفال من خلالها مفاهيم المواطنة الصالحة، احترام الآخرين، العمل الجماعي، والمشاركة الإيجابية في المجتمع ، بذلك نكون قد وُفقنا في تكوين جيل واعٍ بحقوقه وواجباته و يتعرف على حقوقه كمواطن، وأيضًا على واجباته تجاه الدولة والمجتمع، مما يهيئه ليكون عنصرًا فاعلًا في المستقبل.
إن دور المعلم والبيئة المدرسية هو الأساس لنجاح وتدريس مادة التربية الوطنية التي لا تتوقف فقط على المنهج، بل يتطلب أيضًا معلمين مؤهلين وواعين بدورهم في التوجيه الأخلاقي والتربوي ويتحلون بالوطنية وكذلك توفير بيئة مدرسية تشجع على الحوار والانفتاح والتسامح وإقامة البرامج والأنشطة تكميلية (رحلات، ندوات، مبادرات مجتمعية) لتعزيز الجانب العملي من المفاهيم الوطنية.

كلمة أخيرة….
يأتي الدور الأكبر في التربية الوطنية من البيت أولًا ثم المدرسة لأنها ضرورة وطنية تفرضها التحديات السياسية والاجتماعية والثقافية التي تحيط بالأجيال الناشئة ومن خلال هذه الخطوة، يمكن للمجتمع أن يؤسس لجيل واعٍ، محب لوطنه، ومؤهل للمساهمة الإيجابية في بنائه ونهضته .

مرسال نيوز

تهدف مرسال نيوز إلى أن تكون الخيار الأول للقراء الذين يبحثون عن الأخبار الصحيحة والشاملة. تسعى المنصة إلى تقديم محتوى غني بالمعلومات يغطي مختلف المجالات مثل السياسة، الاقتصاد، الثقافة، والرياضة.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى