
الانجاز الكبير الذي حققته القوات المسلحة والمساندين لها في معركة كردفان بتحريرها لمدينة بارا كواحدة من المواقع الاستراتيجية الهامة لما تشكله هذه المدينة من اهمية بالغة….هذا الانجاز شكل صدمة للمتعاطفين مع المليشيا محليا واقليميا ودوليا سيما دولة الامارات التي دفعت بعتاد ضخم للتمرد حتى يحافظ على المدينة التي اخذها من الجيش عنوة واقتدارا….
قوات التمرد كانت تراهن على هذه المدينة بوصفها حلقة وصل لعدة محاور وقريبة من حاضرة شمال كردفان (الابيض) حيث ظلت المليشيا تتخذ بارا كقاعدة استراتيجية لاستهداف الابيض بصورة متكررة وزعزعة امنها واستقرارها….بارا كانت تمثل اهمية استراتيجية لمليشيا التمرد التي كانت تحلم بالسيطرة على شمال كردفان والتمدد شرقا حتى تخوم ولاية الخرطوم إلا ان الرياح اتت بما لا تشتهي سفن الجنجويد فعادت هذه المدينة الى حضن الوطن وسط احتفالات ضخمة لكل شعب السودان وشكلت عودة بارا قاصمة ظهر لمليشيا ال دقلو والداعمين لها….
نعم تم تحررت بارا من دنس التمرد وخرج منها الجنجويد منكسرين واذلة إلا ان الصورة لم تكتمل بعد طالما هناك قرى كثيرة لا زال الجنجويد يواصلون فيها بربريتهم وانتهاك حرمات المواطنين مثلما حدث في قرية جريجخ التي تبعد 37 كيلو عن مدينة بارا من الناحية الشمالية الشرقية حيث هاجمت عناصر المليشيا المهزومة في بارا هذه القرية الوادعة ونهبوها وشردوا اهلها واصابوا العشرات منهم لجانب واحد شهيد وما حدث في جريجخ حدث من قبل في خرسي وشق النوم وام نبق وحلة حامد وام غرفة والغبشان ومركز وفضلية وام سيالة…. بارا محلية مترامية الاطراف لابد من تنظيفها بصورة متكاملة من التمرد وجعلها محلية جازبة لعودة السكان الذين شردتهم الحرب…
ما حدث في جريجخ يمكن ان يحدث في قرى كثيرة لا تستطبع الدفاع عن نفسها…
لم تكتمل الصورة ولن تكتمل إلا بتحرير جبرة كبوابة اخيرة للتمرد ومن ثم تحرير ام سيالة وام قرفة وفضلية وجنوب ام سيالة حتى امدم حاج احمد التي بسط الجيش سيطرته عليها مؤخرا….
التمرد دمر بارا واحال جمالها الى كومة من تراب… حيث اضحت المدينة جثة هامدة تحتاج للكثير حتى تعود كما كانت وما نقلته الكاميرا من توثيقات عقب تحرير المدينة كشف لنا الكثير وما تحتاجة عروس دار الريح من جهود يضع كل ابنائها امام طاولة التحدي….
اولا لابد من تحرير كامل المحلية وعلى الجيش والمساندين له مطاردة فلول التمرد حتى لا يبطشوا بأهل القرى ولابد من الانفتاح شرقا وغربا وشمالا وجنوبا لقطع اي دابر للجنجويد وبالتالي تصبح كل المحلية امنة ومستقرة من ثم التفكير في الاعمار واعادة ما دمرته الحرب… اهل محلية بارا كفيلون بوضع بصمات واضحة في مضمار الاعمار واعادة الاعمار وعودة الحياة لشريان هده المدينة الهامة….
بارا عشق يتمدد وحب بتجدد وهي الان تتعافى من مصابها الجلل وتشكل عودتها لحضن الوطن فتحا ونصرا له ما بعده وستنعكس اثار ذلك في سير معارك المحاور الاخرى في غربي وجنوب كردفان والفاشر ابو زكريا التي تواجه حصارا بغيضا من مليشيا التمرد….
لا تزال مدينة الابيض تواجه خطر مسيرات الجنجويد التي تنطلق بكثافة هذه الايام ناحية عروس الرمال حيث اشاع الجنجويد انهم اقتربوا من السيطرة على المدينة….كلها اكاذيب واشاعات تطلقها الغرف الداعمة لنشاط التمرد المدعوم اماراتيا…
معركة بارا افقدت ضباع المليشيا قدرة التحكم في المعلومة فاصبحت الاكاذيب هي السمة الملازمة لغرف الجنجويد الاعلامية….لم تكتمل الصورة بعد مالم يضع الجيش يده على كل شبر من ارض محلية بارا…..