الرياضه لا تزدهر بلا تمويل حكومي مستدام

تُعد الرياضة اليوم من أهم أدوات التنمية وبناء المجتمعات، أثناء الحرب وبعدها فهي ليست لهوا أو نشاطًا ثانويًا كما يظن البعض، بل قوة وطنية ناعمه ترفع اسم البلاد وتوحد شعوبها وتُسهم في رفد الاقتصاد الوطني.

لكن الحقيقة المؤلمة أن الرياضة في السودان لن تزدهر ولن تتطور في ظل غياب الدعم المالي الحقيقي، لأن المال هو الأساس في بناء كل منظومة ناجحة. فالتمويل هو الذي يصنع الملاعب، ويؤهل الكوادر، ويوفر الأدوات، ويخلق بيئة تنافسية متطورة.

إنّ الرياضة مسؤولية دولة قبل أن تكون مسؤولية اتحادات أو أفراد، فكل الدول التي شهدت نهضة رياضية من حولنا اعتمدت على الإنفاق الحكومي المباشر، لا على التبرعات أو الهبات أو مبادرات الإدارات المؤقتة. فالرياضة صناعة وطنية تحتاج إلى تمويل مؤسسي مستقر، لا اجتهادات شخصية متقطعة.

ولتحقيق التطور المنشود، يجب أن تتوافر بنية تحتية قانونية ومتميزة لكل منشط رياضي، إلى جانب تأهيل الكوادر الإدارية والفنية في مجالات التدريب، والتحكيم، والإدارة، مع الاستعانة ببيوت خبرة أجنبية لنقل التجارب الناجحة.

كما ينبغي للدولة أن تضع خطة وطنية شاملة لتطوير الرياضة، تمتد على المدى القصير والمتوسط والطويل، وتقوم على أسس علمية واقتصادية مدروسة.
ومن الضروري ان تكون لكل ولايه وزاره شباب ورياضه مع تعيين مجلس صندوق دعم المناشط الرياضية اتحاديا وولائيا بميزانية مستقلة، تُصرف حصريًا على التأهيل والبنيات التحتية،والمعدات الرياضيه وتدار بشفافية عبر كوادر وطنية مؤهلة وأمينة.

فالرياضة تحتاج إلى:

بنية تحتية قوية.

أدوات وتجهيزات حديثة.

كوادر مدربة ومؤهلة.

ودعم مالي مستقر ومستدام.

إنّ أي مال يأتي من جيوب الأفراد لن يصنع نهضة رياضية حقيقية، لأن التطوير الرياضي لا يبنى على الجهود الفردية، بل على الإرادة السياسية، والرؤية المؤسسية، والدعم الحكومي المنظم.

ندائي إلى رئيس مجلس السياده ورئيس مجلس الوزراء :

إنّ المرحلة الراهنة تتطلب تحركًا وطنيًا جادًا من مجلس السياده ومجلس الوزراء ، بالتنسيق مع ولاه الولايات بتخصيص وزارة شباب ورياضه ولائية لكل ولاية بغرض تاسيس صندوق ولائي لدعم المناشط الرياضية،مع تكليف مجلس اتحادي يكون له ذراع تمويلية مستقلة، تُعنى ببناء المنشآت،
وتوفير الأدوات، وتأهيل الكوادر.

فبدون وزارات شباب ورياضه ولائيه وصندوق دعم الانشطه الرياضيه ، ستظل الرياضة في دائرة الاجتهادات الفردية والمبادرات المؤقتة، بينما
الرياضة لاتزدهر بلا تمويل حكومي مستدام
الرياضة ليست مجرد منافسة، بل رسالة وطن وبناء أمة.