الأخبار المحلية

قبل أن تذهبوا…!! الأحزاب السودانية والديمقراطية المحترقة

دكتور عبدالعظيم المهل

– تمر الأحزاب السودانية، بحالة من التشتت والضياع وسط تقاطعات مرحلة ما بعد نظام الإنقاذ.
– كثير من قادتها وعضويتها لا ينظرون إلى المستقبل، بل غرقوا في صراعات الماضي، وضلّوا الطريق بين مطامع المشاركة في السلطة وتعنت المقاطعة.
– لقد بعثرت هذه الأحزاب نفسها، عن وعي أو غير وعي، نتيجة السعي الفردي نحو الكراسي، ورفض البعض الانفتاح على الآخر، ما أدى إلى انقسامات متلاحقة ومسميات جديدة لحركات وتنظيمات لا تخدم المشروع الديمقراطي الحقيقي.
– إن أراد الفاعلون السياسيون اليوم ترميم ما تبقى من هذه الأحزاب، عليهم أن يتقاربوا ويتنازلوا لبعضهم، لا من أجل سلطة عابرة، بل من أجل وقف العبث السياسي، والحد من تفريخ أحزاب لا تحمل رؤية ولا تؤسس لنظام ديمقراطي رشيد.
– لا نقول إن الأحزاب وحدها تتحمل مسؤولية ما وصلت إليه، فالجميع يعلم أن هناك جهات بعينها لعبت دورًا في هذا التدهور، وسعت لتفتيت القوى الحزبية لصالح استمرار الهيمنة.
– ومع ذلك، لا تزال هناك أحزاب تبذل جهودًا حقيقية، وتواصل العطاء بصبر ورؤية، رغم المشهد المعقد.
– قبل فترة، شاهدت على شاشة التلفاز شابًا يقدَّم بصفته “رئيس حزب”، وهو لا يفقه أساسيات العمل السياسي. هذا ما يدعو للتساؤل: من سمح له بتسجيل حزب؟ ومن موله؟ ولأي غرض يُدار هذا العبث؟
– الأحزاب لا تُبنى بالفخامة والواجهات، بل بالأفكار والرؤى والجماهير. من أراد إعادة الديمقراطية بقوة، عليه أن يقبل بالوحدة الحزبية، وأن يقلص عدد الأحزاب لتكون في حدود أصابع اليد، لا هذا الكم المذهل والمربك.
– أعلم أن الظرف الحالي قاسٍ، لكن الحرب ستتوقف، وستعود القوى السياسية إلى المشهد. غير أن عودتها بالشكل القديم لن تخدم السودان، بل ستعمق الانقسام.
بعد المغادرة:
– نعم، المسؤولية تاريخية، وتتطلب حراكًا سياسيًا غير تقليدي، يضمد الجراح، وينقي الأجواء، ويؤسس لواقع جديد يليق بتضحيات السودانيين وتطلعاتهم.
– رسالتي، وبكل محبة ومن أجل تحول ديمقراطي حقيقي، مضمونها واضح:
العمل بديمقراطية تقبل الآخر، وتشاركه، وتحترم التعدد، دون إقصاء أو خلاف مفرغ من المضمون.فقط بهذه الروح، يمكن أن تتحقق المطالب، وتُبنى دولة العدالة والمساواة.
– أما التكتلات السياسية مع العسكر، فهي لا تخدم الديمقراطية، بل تجهضها في مهدها.لأن عسكر اليوم، شأنهم شأن غيرهم في العالم الثالث، طامحون في السلطة، ويعملون على إنتاج نسخة جديدة من الحكم، بوجه عسكري سياسي مهجن، يعيدنا إلى مربع الدائرة المفرغة.
– السودان يستحق أن يكون بخير، ويستحق السلام أكثر من أي وقت مضى.فلنكن على قدر هذا الوطن.

مرسال نيوز

تهدف مرسال نيوز إلى أن تكون الخيار الأول للقراء الذين يبحثون عن الأخبار الصحيحة والشاملة. تسعى المنصة إلى تقديم محتوى غني بالمعلومات يغطي مختلف المجالات مثل السياسة، الاقتصاد، الثقافة، والرياضة.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى