
– حين نذكر الإمام الهادي، لا نستحضر اسماً فحسب، بل نستدعي سيرةً عطرةً من التاريخ، والمجد، والنضال.
– إنه اسم يعبّر عن مرحلة من الوعي الوطني والديني والسياسي، ويستحق أن يُخلَّد في ذاكرة الأمة، وأن تُقام باسمه صروح العلم والمعرفة.
– ومن بين أبرز تلك الصروح، تبرز كلية الإمام الهادي كمؤسسة تعليمية جمعت بين الأصالة والمعاصرة، فكانت منارة علم، ومعلماً تربوياً له بصمته الواضحة في ساحة التعليم العالي بالسودان.
– لقد نهلتُ من معينها خلال سنوات العمل فيها، وتعلمت بين جدرانها مبادئ المهنية والجدية الأكاديمية.
– ما يميز هذه الكلية ليس فقط مناهجها أو طلابها، بل قيادتها التي تجسد مثالاً حياً للإخلاص والتميز. على رأسها تقف الدكتورة بخيتة الهادي المهدي، التي تستحق بجدارة لقب “سيدة التعليم”، إلى جانب الأكاديمي المتميز الدكتور عبد الجليل حسن عبد الجليل، الذي يمزج بين الروح الرياضية والانتماء العميق للمؤسسة التعليمية، فكان نموذجاً يحتذى في القيادة والتفاني.
– وفي ظل ظروف الحرب والانهيار الذي طال العديد من المؤسسات، كانت كلية الإمام الهادي استثناءً يُذكر ويُشكر. فبينما خيم الصمت على كثير من القاعات، بادرت الكلية لاستئناف الدراسة في كوستي وأم درمان وعدد من مدن السودان الأخرى وعواصم بعض الدول العربية والأفريقية ، متحدية كل العقبات، لتكون حاضنة للطلاب من شتى بقاع السودان، خاصة من المناطق المهمشة.
– ولم تكن هذه الجهود منعزلة، بل وجدت دعماً مقدراً من والي ولاية الخرطوم، أحمد عثمان حمزة، الذي حرص على زيارة الكلية أكثر من مرة، مؤكداً دورها الريادي ومكانتها المجتمعية.
– الكلية، برسالتها التعليمية والاجتماعية، أثبتت أنها أكثر من مجرد مبنى. إنها مؤسسة تؤمن بالإنسان وبالعلم كطريق للسلام والتنمية، وتُجسّد المعنى الحقيقي للمسؤولية المجتمعية، حتى في أحلك الأوقات.
– السودان يستحق السلام… ويستحق النور… ويستحق مؤسسة تحمل اسم الإمام الهادي، تظل منارة للفكر والعطاء.
– حفظ الله أسرة الكلية، ورفع من شأنها بين نظيراتها من مؤسسات التعليم العالي.