قبل أن تذهبوا..!!! القمة العربية.. ضعف القرار و الأجندة الخفية

د. عبد المنعم المهل
– منذ سنوات طويلة وأنا أتابع القمم العربية والمنابر الدولية التي يُفترض أن تُعنى بقضايا الشعوب العربية، وتحمل هويتها نحو كلمة وقرار واحد. لكن الحقيقة المُرّة: لم أجد في قمم العراق وما سبقها سوى كلمات شجب وإدانة، لا تُسمن ولا تُغني من وجع، ولا تصنع قرارًا شجاعًا أو فعلًا مؤثرًا.
– أما قادة اليوم، فهل لم يسمعوا بقمة “اللاءات الثلاث”؟ تلك القمة التاريخية التي انعقدت في الخرطوم، وخرجت بمصير واضح لفلسطين، قادها عرب شجعان آمنوا بوحدة الموقف، وكتبوا للتاريخ موقفًا ما زال يُحترم.
– حتى تمثيل الدول الأعضاء في القمة الأخيرة كان ضعيفًا، بلا رمزية ولا جدية، على عكس القمم الماضية. وكأن ما خُفي أعظم: أجندات خفية، تفاهمات غير مُعلنة، وتفاهمات مصالح تحكم الحضور والقرارات.
– في الشأن السوداني، نجد دعمًا خجولًا من بعض الأعضاء لعودة منبر جدة، بينما يتحرك آخرون بهدوء لخدمة مصالحهم في بورتسودان، دون أن يرفع أحدهم صوته دفاعًا عن أمن المواطن السوداني وكرامته التي تُنتهك يوميًا.
– وأين العرب مما يحدث في فلسطين؟
– أين العرب من مآسي السودان، ليبيا، الصومال، واليمن؟
– متى تتوحّد الأمة العربية خلف كلمة واحدة تُنقذ الإنسان، وتنهض بالأوطان، بعيدًا عن سياسة تبادل المصالح وتكتيكات “النيابة الاستعمارية” التي ورثها بعضهم من المستعمر؟
– حين نقارن الجامعة العربية بالاتحاد الإفريقي، نجد الفرق واضحًا. الاتحاد الإفريقي أكثر وضوحًا في قراراته، لا يدعم الطغاة، ولا يتردد في دعوة المتنازعين إلى طاولة السلام، دون مواربة أو مجاملة.
– يكفي أن نستعرض قراراته التاريخية، لنرى كم مرّة أصرّ على الحوار، لا الحرب، وعلى العدالة، لا القمع.
بعد أن تغادروا…
– من أين نأتي بشخصيات عربية وطنية، تصنع السلام بقوة الدبلوماسية، لا بالكلمات المنمّقة ولا بالشعارات؟
– متى ينتهي زمن الجلسات الطويلة بلا مضمون؟ متى نتوقف عن تقديم القمم كحفلات استقبال، مأدبات طعام، وخطابات مُنمقة تفتقر للروح والفعل؟
– السودان، وهو في قلب العروبة وأفريقيا، لا يحتاج عطفًا، بل يحتاج قرارًا تاريخيًا يعيد له الحياة. يحتاج قمة تصنع حلًا، لا تقف متفرجة على أوجاع أهله.
– إذا استمرت الجامعة العربية بهذا الأداء الضعيف، ستفقد ما تبقّى من هيبتها.
– ويا أبو الغيط، في عهدك لم نرَ قرارًا عربيًا قويًا يعيد الاعتبار لكرامة الشعوب.
– السودان يستحق أكثر…ليس فقط لأنه عربي وأفريقي، بل لأنه شعب صانع للتاريخ.
– السودان يستحق أن يعيش في أمن وسلام.