قبل أن تذهبوا….!! كفى موتاً.. كفى حرباً دكتور/ عبد المنعم المهل

¤ مشاهد الحرب لا تكتفي بأن تحزننا… إنها تمزق القلب، وإن لم تقتل الجسد.
¤أوجاع الحرب وآلامها تتضاعف كل يوم، وتمتد شهورها وسنواتها كجراح لا تلتئم. كلما اشتدت، ازدادت معها شهوة الذين يشعلون نارها ويقتاتون على رمادها.
¤ لطالما حاولت أن لا أنشر صور الموت والتعذيب والدمار، لكن كيف أصمت، حين يُدهَس الأعزل تحت أقدام قوات الدعم السريع، في مشهد يتجاوز الألم… ليصل حدود الإهانة الكاملة للإنسانية؟
¤ هذا المشهد ليس دليلاً على انتصار الدعم السريع، بل شهادة قاطعة على بشاعة وعبثية هذه الحرب، التي أكلت الأخضر واليابس، ودمرت معنى الحياة.
¤ لا زال هناك من يصفق للموت، من يهلل لفريقه دون أن يشعر بصرخة أم، أو دمعة طفل، أو قلب مكلوم فقد عزيزاً.
¤ بالله عليكم، كيف تنام أسر الضحايا؟ كيف يعيش أبناء من سقطوا في أتون هذه الحرب؟ كيف تمرّ الأيام على الأمهات والآباء الذين فقدوا كل شيء، ولم يسألهم أحد حتى بكلمة مواساة بعد الأسبوع الأول من الفقد؟
¤ نعم، لقوات الشعب المسلحة عقيدة وانضباط، لكن ما الذي يدفع غيرهم لخراب البلاد؟ أهو الجشع؟ أم وهم السلطة؟ أم حفنة من الدولارات الملوثة بالدم؟
¤ هذه ليست معركة شرف، بل محرقة للشباب، للأمل، لمستقبل وطن بأكمله.
¤ الأكثر ألماً، أن المحرّضين والمهللين يعيشون في مناطق آمنة، أو خارج الوطن، ينتظرون “قطار العودة” إلى الخراب الذي صنعوه.
¤ كفاية يا جنرالات، كفاية دماء. لا تزال أحزان الجنوب تسكن كل بيت، ولا تزال قذائفكم تقتل الأب والأم والأطفال في لحظة واحدة.
قبل ان تغادروا:
¤ مشهد الحرب في السودان مشهد إبادة جماعية، بشهادات الصور والدموع… فالموت هنا ليس أقل من موت غزة، بل في كثيرٍ من الأيام، أشد.
إلى متى؟
أين الرحمة؟
أين الضمير؟
أين العيون التي تدمع للإنسان، لا للحزب، ولا للراية؟
¤ السودان لا يستحق هذا الجحيم.
السودان يستحق الحياة، والأمان، والطمأنينة. فلتذهب السلطة، وليبقَ الوطن.